اليانديري عبارة مرض نادر و خطير أو حالة خاصة بالأصح ، حيث يكون صاحب هذه الحالة لديه إضطرابات و تقلبات في المزاج كالمدمن على المخدرات.


و يصيب الشخص عندما يولد فيجعله بدون مشاعر و يحس بالفراغ.


يمكن القول عنه متوحد لكن المتوحد لا يتكلم مع الناس على عكس الياندري الذي يجعل صاحبه يحس بالفراغ لكنها يستطيع التواصل مع الآخرين.


مهما قدمنا لهذا المصاب من علاج و أدوية فإنه لا ياداوى و نسبة العلاج منه شبه مستحيلة.


لكنه حالته تتطور حتى يصبح في إستطاعته السيطرة عليها لكن جانبه المظلم من شخصيته يغلب عليه في أوقات الشدة.


إلى ان يأتي يوم و يلتقي بشخص يجعله ملكه لأنه يحس بأنه طبيعي معه لكنه في أغلب الأحيان يعاني من الخجل و لا يستطيع التحدث معه و يبدأ بجمع كل شيء عنه و متعلق به حتى يصبح مجنون به و يؤذي أي شخص يريده او يضره.


و الغريب في هذا المرض ان كل مريض به التقى بذالك الشخص الذي يجعلها يحس بالاكتمال، تحسنت حالته فعلا و أصبح يستطيع السيطرة على حالته.


و مصطلح اليانديري في عالم الانمي يطلق على شخصية تبدو لطيفة و حنونة لكن سرعان ما تظهر على حقيقتها.


فهي تصادق الناس فقط لمصالحها و عندما تحصل على ما ارادت منهم تتخلص منهم و بعدة طرق جهنمية لا يكمن تصورها.


يمكن القول عنها منافقة او صديق مزيف في هذه الحالة.


و إصطلاحا يطلق مصطلح اليانديري على حالة تلبد المشاعر.


وفي هذه الرواية سنأخذ مثال بسيط عن البنت أيانو التي تروي حكايتها عن حياتها مع اليانديري بلسانها و تقوم بإعطائنا مختلف المعلومات لكي تتعرف أكثر على هذا المرض.

.

.

.

إستمتعوا



*

مرحبا انا اسمي أيانو تاماكي، انا فتاة في مرحلة المراهقة من اليابان تسكن في مدينة طوكيو و لقد جئت اليكم اليوم لكي اشارككم قصة لا استطيع القول عنها انها قصة حب او غدر او صداقة او رعب..... لا اعلم و لذلك بدون مقدمات دعوني ابدأ في حكايتي.


اول ذكرياتي ... اتذكر مستشفيات أطباء عمليات .... لقد كنت محطمة الاطباء حاولوا اصلاحي.


و والداي حاولا ان يفهما لماذا انا مختلفة عن الآخرين... لم اكن افهم ماذا يجري.


سمعت الأطباء يقولون انهم لا يستطيعون اصلاحي... قالوا انني لن اكون بنت طبيعية او أعيش حياة عادية.


عندما كبرت قليلا فهمت ماذا بي... رأيت الاطفال الاخرين بعمري يسعدون و يحزنون و يغضبون لكني لم اشعر ابدا بهذه الأشياء كنت اشعر باللاشيء و الفراغ...


كان ابي يساعدني و يحاول اصلاحي طوال الوقت و يحاول إشعاري أني طبيعية لكن امي لم تكن كذلك...


كانت تقول انها كانت مثلي تماما إلى أن التقت بشخص خاص جعلها تشعر انها طبيعية...


كانت تقول انني يوما ما سألتقي بشخص يجعلني اشعر بالاكتمال.


لم يرد ابي ان يسمع لكلام أمي كان فقط يريد بنتا عادية كأي شخص في الحياة لقد حاول كل شيء ليجعلني بنتا عادية لكن لا شيء نجح.


لم ارد ان ارى ابي بتلك الحالة صحيح اني كنت لا اشعر بشيء لكني كنت احس بالآخرين و شعرت بالعار، لذلك بدأت امثل بأني بنت عادية و قد تحسنت و قد كنت اضحك و اغضب و كل شيء رأيت والداي يتحسنان، لقد كنا عائلة مثالية لكن كل هذا كان نفاق لم اكن احس بشيء...


لقد رأيت ابي سعيدا و قد تحسنت حالته لكني اظن انه كان يعرف ما افعل و كان يمثل أيضا.


عندما دخلت المدرسة المتوسطة... كان الكل يضايقني و يسخر مني لاني كنت غريبة لهم، لكني لم اعطيهم اهتماما ثم يئست من حالتي فبدأت اصادق الاخرين و اكسب رضاهم كنت اتحدث معهم و احل الواجبات معهم و بالفعل قد نجحت و توقفوا عن مضايقتي...


تظاهرت اني بنت عادية طوال الوقت حتى عندما اكون وحدي لكني لم اتحسن و بقيت على حالتي.


حاولت كل شيء لاحس بأي شيء لكني لم انجح... كنت فقط أريد ان اشعر بالفرح و الحزن و كل شيء... لكن بدلا من ذلك شعرت بعار.. اسف... ندمان.... لم اشعر بأي شيء مما كنت أريده.


لقد كانت امي تقول لي دائما: "في يوم ما ستلتقين بشخص يجعلك تشعرين بالاكتمال" لقد بقيت اتأمل في تلك الكلمات طوال الوقت...


أحسست أنها كانت محاولة منها لكي تواسيني إلى ان..


في يوم ما وجدت فيه ذاك الشخص انه هو نعم، إنه هو لا اعلم ان كنت اهلوس يا إلهي انه فعلا موجود و كل ما قالته امي صحيح.




لا يجب ان اخسره يجب ان احميه يجب ان اجعله ملكي انا اريده انه كل شيء انه وسيلتي للحياة لا شيء او احد آخر مهم انه حياتي سيكون لي انه لا يملك الخيار سوف يكون سينباي (سينباي كلمة يابانية للشخص الأعلى شأناً) يجب ان احميه من اي شخص يؤذيه.


بدأت أؤذي الاخرين من اجله لكنه لم يكن يعلم حقيقتي، لاني اذا خسرته سأخسر كل حياتي.


و هنا بدأت حكايتي مع سينباي، لن افسد عليكم ماحدث لكني يمكن ان اقول لكم ان احداث هذه القصة مفاجئة و غير متوقعة.



*

بدأ كل هذا في اخر اسبوع من العطلة الصيفية.


حيث كانت تراودني مجموعة من الاحلام حول شخص غريب لكنه كان يبدو جميلا جدا.


لديه حاجبان طويلان و عيون بنية مع شعر اسود قصير و خفيف الدم و مضحك يحب التحدث مع الناس او علي ان اقول ان الناس يحبون التحدث معه.


عندما شاهدته اول مرة كنت جالسة في المنتزه اتمشى و اقرأ كتابا حتى رأيته في وجهي يجري في جهتي ثم اصتدم بي و اسقط كتابي.


كنت غاضبة في البداية لكنه مد يده و امسكني و اخذني إلى مكان اجلس فيه ثم احضر الكتاب و نظفه و اعطاه لي.


كان يضحك في وجهي بابتسامته العريضة الجميلة تأخذك في ارض الخيال حين تراها، بدأت يتكلم معي و يلقي بعض النكات و قد ضحكت، نعم لقد ضحكت أول مرة في حياتي من قلبي!


لكنه طلب مني السماح و قال لي انه مستعجل و لكني بقيت انظر في عينيه كأني أطلب منه البقاء أكثر، حتى ودعني و رحل مسرعا دون أن أشعر.


وكانت تلك افضل لحظات حياتي التي شعرت بها لأول مرة أني إنسانة طبيعية، حتى رأيته في حلم اخر بنفس الاحداث لكنه كان كالأمير يضع تاجا و يلبس ثوبا ملكيا و كنت انا كالأميرة التي تنتظر الزواج من ملك راقٍ مثله.


بعدها امسكنا أيدينا و اخذني الى العرش الخاص بنا و جلسنا فيه بعدها رأيت الخدم قد احضروا لي ولدا و قالوا لي مبروك يا ملكة.


اظن اننا كنا زوجين او انها إشارة للزواج و حينها انتابني الفضول و سألت ذاك الملك عن اسمه.


فقلت:" اعذرني... ماهو اسمك الكامل؟" "


فقال:"ماذا هل تمزحين أنا زوجك؟ "


أعدت له السؤال حتى أصبح متوترا و قرر أن يجيبني : " حسنا انا ادعى... (صوت منبه) ".


و بعدها رن المنبه الغبي مبكرا جدا عن الوقت المحدد، تبا لك أمي لم أطلب منك شراءه في الأساس .


كان علي الذهاب إلى المدرسة لأول يوم في سنتي الجديدة بالمدرسة الثانوية، بقيت شاردة و أفهم ما جرى حتى احمر وجهي مما حدث في الحلم ثم تفاجأت لانها ثاني مرة احس بها بشعور ما مع ذلك الغريب.


حاولت تجاهل هذا و القول انها مجرد هلوسات لكن في نفس اليوم حدثت صدفة غيرت حياتي.

.

.

.

يتبع....



*

عندما نهضت من فراشي كانت الساعة السابعة و ثلاثة عشر دقيقة، كان يجب علي ان اصل إلى المدرسة على الساعة التاسعة تماما او قبل ذاك الموعد.


لذا قمت بتنظيف فراشي و ترتيبه ثم قمت بترتيب غرفتي الجميلة بعدها ذهبت انزل في الدرج لأصل إلى مطبخنا الواسع.


لم ارد ايقاظ والدتي ذاك اليوم لأنها كانت مريضة بالزكام و كان شديدا جدا.


و عندما استشارت الطبيب كان قد نصحها و اوصاها في نفس الوقت بأن تبق بالمنزل مع شخص راشد او ذو دهاء و علم كافي بالمرض و كيفية رعاية مريضه و قد كانت من مسؤولياتي كإبنة لتلك المرأة التي وقفت بجانبي في كل حياتي و في مرضي ان ابقى معها ذاك اليوم و اوفر لها كل العناية المناسبة جزاء لكل ما فعلته من اجلي إلى ان تتحسن حالتها او تقدر على الاعتماد على نفسها.


لم اكن جيدة بالطبخ او لم اكن أجيده حتى في تلك الايام كان عمري ستة عشر سنة و لم اكن أتقن قلي البيض حتى، اعلم ان هذا محرج قليلا او علي القول كثيرا لبنت في عمري لكني كنت مدللة والداي في ذاك الوقت و لم يكن لي اخوة و كان والداي يوفران كل شيء لي دون ان اتعب نفسي.


و كانت عائلتي صغيرة جدا حيث ان امي كانت ابنة والداها الوحيدة مثلي و ابي كان لديه اخت متزوجة في عمر الثلاثين على ما أظن و لديها بنت في مثل عمري و ولد صغير.


كانت ابي يغار منها ولا يتحدث معها كثيرا لان ولادتي كانت بعد ولادة ابنة عمتي بأيام لذلك انصب الاهتمام عليها وتم نسياني و لانني كانت لدي تلك الحالة الخاصة (اليانديري) و لكن ابنة عمتي كانت بنت عادية و لديها كل الخصائص البشرية، كنت لا أطيقها لان ابي كان يضرب لي الامثال بها و يتحدث عنها طوال الوقت، و يردد دائما لماذا ليس لديه بنت عادية مثل إبنة أخته؟


كان اسمها "سونيا" و اخوها اسمه داني كان يقول ابي لي دائما و بتكرار مع نبرة غضب و أسف :"انظري إلى سونيا انها بنت طبيعية و مرحة على عكسكي انت يا عديمة المشاعر ماذا لديها زيادة عنك....." كنت استمع له و لا اشعر بشيء الا العار و الندم و سوء القدر و كنت افكر دائما و اقول صحيح لماذا هي بنت عادية و انا لا مع اننا ولدنا تقريبا في نفس الفترة....كنت اتمعن في هذه الأشياء طوال الوقت.


و لقد نسيت ان اقول ان عمتي تسكن في باريس مع زوجها الذي يعمل كمدير اعمال و هي كانت ربة منزل الأحلام، لكني لم اكن اهتم لهذه التفاهات كنت اعتقد انها مجرد اقدار مكتوبة لا يمكننا فعل شيء لتغييرها.


و كان عمي يعمل كفوتوغراف (مصور) هاوٍ، و كان دائم السفر و كان كمثابة صديق للعائلة لان ابي يحب التحدث معه و امي ايضا و كان الوحيد غير عائلتنا الذي يعرف عن مرضي و لذلك كان يأخذني معه في رحلاته على امل من ان اتحسن لكن للأسف كالعادة اكن لم اشعر بشيء و تتظاهر اني مستمتعة و أنني أتحسن.


و رغم ان كل اخوة ابي كان لهم حياة ترف، الا انه اكتفى ان يعمل كمدير لمقهى في مدينتنا و لم اتصور انه عار او تقسيم غير عادل في الحياة و كانت امي تعمل كبائعة حلويات في متجر صغير، و كان افراد عائلتنا يكملون بعضهم و يرون في الكثير مستقبلي، كانوا يريدونني ان اكون جراحة او طبيبة مشهورة مستقبلا .



*

المهم اعلم اني اطلت الحديث قليلا عن عائلتي، و خرجت عن الموضوع حسنا نعود إلى المطبخ، حيث كنت ابحث عن البن (مسحوق القهوة) لأقوم بصنع فنجان قهوة لامي لكني لم اجدها و كان اقرب سوبر ماركت او متجر يبعد ربع ساعة مشيا.


فإكتفيت بطهي الشاي و لكن أثناء طهيي له انسكب قليل من الماء الساخن على يدي و اظهر علامة حمراء و مؤلمة، و كانت كبيرة قليلا.


فلم ارد ان افجع امي أكثر فذهبت و اخفيتها بمواد التجميل خاصتي، الخاص بها و بالفعل نجح الامر، و بعدها احضرت الشاي إلى غرفة امي و ايقظتها بهدوء كأن شيء لم يحصل بعدها شربنا الشاي و كان مرا جدا يشبه ذوقه الماء الساخن مع قليل من العشب.


فضحكت امي و قالت: "لابأس ستنجحين المرة القادمة."


ثم تناولنا اطراف الحديث و قد اخبرتها عن بقائي معها لكنها لم ترد و قالت انها ستنادي صديقتها لتبقى معها فوافقت بدون تردد.


بعدها رأيت الساعة و كانت التاسعة الا ربع و كانت المدرسة الثانوية تبعد عن منزلنا نصف ساعة مشيا و لم أكن حتى مرتدية اللباس المدرسي او مجهزة الادوات اللازمة، فعذرت امي و ذهبت مسرعة و نضمت حالي في دقائق بعدها خرجت من البيت أجري.


و عندها كنت اهرول و كان كتابي للتاريخ ممسكا به بأسنان فمي، بعدها ارتطمت بشخص ما و سقط الكتاب، حاولت معرفة ما حدث و بمن إصطدمت حتى رأيته، إنه هو مجددا، إنه المختار!


ثم ضحك في وجهي بعدما حمل كتابي و أطاه لي و قال:"اعذرني لقد تأخرت، عذراً... الست انت ايانو تماكي ابنة بائعة الحلويات في الحي؟ "


اجبته بتوتر:"نعم... و انا ذاهبة إلى أول يوم للسنة الجديدة في الثانوية"


سألني ان كنت أريد أن اذهب معه ترددت فقد صادف أنه يدرس هناك، و من الخجل و الصدمة هربت منه خوفا.


يا إلهي كم انا غبية! يا ليتني قلت نعم حالا لم اعرف ماذا دهاني كنت سأكسبه و اكسب قلبه بسهولة لو قلت نعم حينها، لكني كنت حمقاء.


بعدها رحل مسرعا و هو لا يدري ما حدث، و انا انظر إلى جسمه الفاتن من إحدى الزوايا، ثم تأخرت اكثر و ذهبت مسرعة اجري وراءه للمدرسة.


و عندما و صلت إلى المدرسة رأيت سينباي ذاهبا إلى فتاة ذات شعر برتقالي طويل ذو ربطتين ترتدي زي مدرستنا، وكانت تبدو و كأنها تنتظر أحداً ليأتي و يبدو أنه سينباي.


اقتربت اكثر لأعرف مالذي يحتاجه منها، فسمعتها تقول:"يا الهي تشارلن انك تتأخر دائما عن مواعيدنا و انت دائما مهمل لي و لا تحترم مبادئ الناس، غبي! "


"اسف أوسانا اعرف أني اتأخر دائما لكن لدي ظروف فمنزلي بعيد قليلا عن المدرسة و أنا آتي مشيا على الاقدام، و الباص لا يأتي في الوقت المحدد، اعدك ان هذا التصرف لن يتكرر انا اعدك يا عزيزتي"


" حسنا سنرى سأمنحك فرصة اخرى، لنلتقي وراء المدرسة على الساعة الخامسة بعد انتهاء الدراسة و اذا تأخرت و حتى ان كان لك مبرر مقنع فلن اتحدث معك ثانية"


" اتفقنا أوسانا، و اعذريني سأتخر عن أول حصة، وداعا! "


و ذهب كل منهما في طريقه و كنت أشتاظ غضبا في تلك اللحظة لأنها كانت تتحدث معه بتعجرف، يا إلهي اني خائفة ان تأخذه مني، و لكن شيء ما كان يحدث أثناء تصنتي، أحسست بأن شخصا يراقبني، إستدرت فرأيت بنتا غريبة كانت تراني من وراء الحائط و تتجسس علي.


ركضت وراءها و لم أستطيع اللحاق بها، حتى وصلتني رسالة من شخص مجهول إلى هاتفي.


فتحتها و قرأت ما فيها:


" تعالي إلى غرفة الإذاعة الصباحية بعد الدوام، أنا املك لكي اخبارا لن تندمي على سماعها لذلك اسرعي او ينتهي العرض"


لم افهم ما عنته لكن لم يكن لدي خيار فذهبت إلى الصف في أول حصة لي و بعدما جاءت الإستراحة، ذهبت لها على امل من ان اجد شيء يفيدني.

.

.

.

يتبع....



*

عندما بعثت لي تلك البنت الغامضة تلك الرسالة لم اتردد في الذهاب اليها لأرى ماذا تحتاج.


فذهبت إلى غرفك الاذاعة الصباحية و قد دققت الباب ثم فتح لوحده بعدها دخلت و رأيت شخصا ينظر إلى الخارج إلى باقي الطلاب من النافذة.


انها هي التي كنت ابحث عنها لقد كانت بنت في مثل عمري تقريبا ، و اطول ايضا كانت نحيلة و ذات شعر أحمر قان و قصير مع تلك النظارات الغريبة التي تجعلها غامضة.


عندها قلت لها بدون ترحيب:" من انت و ماذا تريدين"


اجابت :" اوه... أيانو آيشي البنت التي تدعي أنها اجتماعية و انها بنت عادية مثلنا لكنها تخفي الكثير وراءها ظننتك لن تأتي لكنك فاجأتني".


اندهشت من ما قالته و تعجبت لان لا احد كان يعرف عن حالتي غير والداي و عمي و حتى الأساتذة لم يكونو يعلمون فكيف لبنت لا أعرفها بمثل عمري ان تعرف من اول لحظة لقاء.


قلت لها بسرعة و بصوت مرتجف :" من انت و كيف حصلتي على رقم هاتفي و من اخبرك بهذه المعلومات".


"نعم نعم (نبرة استفزاز)، أنا صاحبة جريدة المدرسة، و اعلم كل شيء و أي معلومة لأي شيء او شخص في المدرسة اعلم كل كبيرة و صغيرة تحدث هنا اما الحصول على رقم هاتفك و معلومات عنك كان سهلا جدا مقارنة بعملي اليومي المعتاد و نسيت ان اخبرك ان الاخرين يدعونني باسم إينفو تشان"


اظنها كانت تبدو كنوع من الهاكرز و المخترقين لكن علي ان اضع لها حساب و ان اكسب ثقتها لانني قد احتاجها خصوصا انها تمتلك العديد من الامكانيات.


فقلت لها:" و لماذا اتعبتني بالمجيء إلى هنا، ماهي هذه الأمور التي لن أندم على سماعها"


" رأيتك عن بعد تنظرين بغضب إلى اوسانا و هي تأنب تارو تشان (تشارلن) او علي ان اقول سينباي خاصتك الذي يدرس في الصف الثالث بالسنة الثانية، انه ليس حبيبك فقط فأغلب فتيات المدرسة معجبين به و كسب قلبه ليس سهلا لانه يؤمن بالصداقة اكثر من الحب".


" و لماذا تقولين لي هذه الأشياء انا اعلم معظمها"


" حسنا انا احضرتك الى هنا كي احذرك من شيء، تعلمين انني اتعب على جريدتي في المدرسة لكنها لا تحصل على رواجا او مبيعات كبيرة ليس هنالك مواضيع كثيرة تعجب القراء لذلك فانها مهددة بالاعفاء من قائمة نشاطات النوادي في مدرستنا اذا لم اجد حلا"


فقلت باستغراب:" وما دخلي انا في هذا الشأن؟ "


" هل ترين شجرة الساكورا وراء المدرسة بعد أيام أو أسابيع كحد أقصى، سيحدث شيء سيغير حياتك في يوم الخميس القادم قبل نهاية الأسبوع القادم، ستعترف اوسانا بحبها لسينباي و معرفة هذا الشيء كانت سهلة بالنسبة لي، و بما ان اوسانا صديقة سينباي منذ الطفولة و تبقى مع في كل الأوقات فإن موافقته مضمونة"


فانصدمت من الخبر و قلت بصوت منخفض :" ماذا! هل هذا صحيح؟ ... و ماذا علي فعله الان، و هل ستساعدينني؟ "


" حسنا هناك خياران في حوزتك الاول هو ان تنسي كل ما حدث و تتركي سينباي لأوسانا و تبحثي عن سينباي اخر او ان تحاولي تفرقة سينباي عن أوسانا بأي طريقة حتى اذا ادى هذا الى نهايتها و عندما تنتهي حيتها سيبحث التلاميذ عن اجابات و لمن سياجؤون لي طبعا و ستزدهر جريدتي مجددا"


" ماذا هل تريدين ان تقولي انه يجب علي قتلها ام ماذا، لا! لا يجب ان يحدث هذا لقد رأيت نفسي و سنباي معا في الحلم و مصيرنا و قدرنا ان نكون معا مهما حدث "


"نعم.. ان الحياة قاسية و يجب علينا ان نقوم بمخاطرات و اختيارات صعبة أحيانا، و الان يجب ان تختاري اما مصلحتك أو مصلحة أوسانا، و اذا وافقت فسوف اساعدك بكل المعدات بمجرد احضار لي الادوات اللازمة و الان الخيار لك، سأذهب الان "


بعدها ذهبت و تركتني في حيرة من امري لم اكن اعرف ماذا افعل و لم يكن لدي الوقت كان لدي فقط أسبوع على الاقل ماذا افعل!


عدت إلى البيت محطمة لا اعرف ماذا يحدث لي يا إلهي ساعدني .....



*


عند عودتي إلى المنزل بعدما انتهيت من دوامي الدراسي، كنت متعبة جدا و لا أعرف ماذا افعل حيال ما حصل لي في الطريق مع سينباي و لماذا لم أوافق على مرافقته في الطريق إلى المدرسة يا إلهي كم انا غبية.


و حين رأيت تلك المغرورة المدعوة أوسانا على ما اعتقد تأنبه و تهينه ازددت غيظا و غضبا و كنت اريد فقط خنق تلك الغبية و إغلاق فمها اللعين و يا إلهي انتظروا حتى تعرفوا انها تدرس معي في نفس الصف تجلسي بجانب مكتبي، و تدعي أنها لطيفة و محبوبة.


كنت أدرس السنة الثانية بالصف الرابع، لقد كان صفنا مكونا من أربعين شخصا شخصا ثلاثة و عشرون بنتا و الباقي اولاد، لقد كان في مستوانا الدراسي عشرة صفوف قد تم تقسيمنا على أساس عدة عوامل مثلا حسب الأعمار و معدل الانتقال الى الثانوية كنت أدرس في الصف الرابع لم أكن بنتا مشاكسة أو ممتازة كنت فقط متوسطة ذات معدل حسن جدا قريب إلى الجيد.


يجب ان احذر من كل بنت في صفي لانه اذا طردت اوسانا قد تأتي فتاة أخرى و تحاول سرقة سينباي.


المهم و بعد مقابلة اينفو تشان تلك و ما أخبرتني من معلومات اصبحت شبه معتقدة انني سأخسر سينباي نهائيا، فبعد ان نظمت كل شيء و رتبت المنزل، و ساعدت امي في طهو العشاء.


ذهبت للفراش و انهيت كل دراستي بعدها أخذت ورقة و قلم و بدأت اضع خطة لطرد أوسانا في أقل من أسبوع.


كانت الخطة متكونة من مجموعة من الخطوات المعينة و تحتاج للدقة في انجازها و اي خطأ قد يؤدي إلى إفساد كل شيء.


الخطوة الأولى كانت مصادقة أوسانو كان علي في هذه الخطوة يجب علي ان احاول التقرب إلى إوسانا بكل الطرق الممكنة و كسب ثقتها و اظن ان هذا الامر سيكون سهلا.


في اليوم التالي نهضت صباحا من الفراش بعدها قمت بتجهيز نفسي و بعدها ذهبت للمدرسة مبكرا كي التقي بأوسانا مررت عمدا عن منزلها كي ألتقي بها.


و بالفعل خرجت من منزلها و ذهبت اليها قلت:" صباح الخير! الست اوسانا كوك مرحبا انا أيانو آيشي ادرس معك في نفس الصف هل يمكننا ان نذهب إلى للمدرسة معا".


رحبت بي و عرفنا عن أنفسنا أكثر، ثم ذهبنا و بدأنا بالتحدث عن أمور شخصية و تظاهرت اني مهتمة و فرحة بمصاحبتها لكنها لم تكن انني افعل هذا لأستغلها لمصلحتي و قد كنت أحس بالقذارة بجانبها.


و عند وصولنا لصف قلت لها:" مازال هناك بعض الوقت لبدأ الحصة، لنذهب لشراء شراب بارد. "


فوافقت و بدأنا بالتحدث في الطريق حتى كسبت كل ثقتها، ثم سألتها عن سينباي و بدأ تخبرني بمعلومات عنه و عن طفولتهما و عن أنها ستبوح له بمشاعرها الأسبوع القادم.


بدأت الحديث قائلة:" ما علاقتك به إني أراكما دائما معا؟ "


أجابت بنبرة غرام و حب :" إنه حبيبي تشارلن نحن أصدقاء منذ الطفولة و لكن...."


قلت بنبرة تعجب و فضول :" و لكن؟ و لكن ماذا؟ ".


قالت لي وهي تأمرني و تطلب مني:" لم نتفق مرة واحدة في حياتنا هو دائما غير ملتزم و ينسى كل شيء لكن صداقتنا و حبي الشديد له و لجماله الفاتن جعلني لا أتركه و سأعترف له بخبي تحت شجرة القرقب وراء المدرسة يوم الخميس مساءً و ارجو منكي الا تخبري احدا عما قلت و لا تخبري تشارلن و اجعليه سرا بيننا ".


غضبت غضبا شديدا من حديثها و لكن فعلت المطلوب، تابعت الحديث معها قليلا ثم بدأت الحصة.


إنتهى اليوم الدراسي و قد أتممت الخطوة الأولى، و كان الهدف من هذه الخطوة ان ابعد كل الشبهات عني عند التخلص منها لانه لن تتهم اعز صديقة لها منطقيا اذا تم الايقاع بها.


حسنا! لقد نجحت الخطوة الأولى من خطتي و كسبت احترامها و بعدها كنت جاهزة للانتقال للخطوة التالية من خطتي بدون تأخر.

.

.

.

يتبع



*

بعد نجاح خطوتي الأولى من خطتي الجهنمية كان علي الانتقال إلى الخطوة الثانية الا و هي افساد و تخريب العلاقة بين أوسانا و سينباي.


لم اكن اعلم كيف يجب علي فعل ذلك بدون إيذاء سنباي، ذهبت إلى أوسانا عند بدأ الاستراحة و قلت لها :"مرحبا أوسانا! هل نستطيع تناول الطعام معا؟ ".


"لا أستطيع لقد قمت بتجهيز طعام لي و لتشارلن آسفة أيانو"


في تلك اللحظة خفت ان تذهب إلى سينباي و تعترف بحبها له، فتركتها و ذهبت و أنا أعض ظفري غضبا.


لم يكن اغلب التلاميذ بالأكل في المطعم او المدعو بالكافيتيريا لأن حالتها الصحية و نظافتها لم تكن جيدة فيكتفون بجلب الطعام معهم.


أخرجت علبة طعامي و قلت لأوسانا:" تفضلي بعض الفطائر لقد أعددتها اليوم و لدي الكثير "


"لا شكرا لدي بالفعل. "


لم أستطيع قول شيء، قلت لها انني ذاهبة لانني عندي موعد مهم و بعد مغادرتي ذهبت راكضة إلى إينفو تشان لأطلب منها المساعدة.


عند و صولي دخلت، فقالت لي ضاحكة :" انظروا من عادت إلي، مرحبا بك"


" اريد منك مساعدة"


" لكن اريد منك شيء في المقابل..."


" و ما هو هذا الشيء؟ ".


"أنجزي لي واجب الرياضيات إنه طويل جدا و صعب"


شددت على قبضتي بقوة و لكن ماذا أفعل، فوافقت على ذلك، أنهيت واجب الرياضيات اللعين و أعطيته لها.


" اممم احسنت و الآن هاكِ هذا الدواء الذي يسبب الم المعدة، حطيه في أكل اوسانا و تشارلن ثم ستفسدين علاقتهما ".


تجمدت في مكاني و قلت بصوت منخفض:" و لكن كيف عرفت هذا و اوسانا أخبرتني انا فقط!؟ "


"لا تذعري فأنا إينفو تشان و معرفة هذا سهل جدا و الان اذهبي و، احضري تشارلن قبل ان تسرقه منك"


فجريت إلى الصف و بحثت عن حقيبة اوسانا، أخزجت منها علبة طعامها بحيث لا يراني أخد ثم وضعت السم في اكلها، كنت مستاءة لاني سؤوذي سينباي لكن لا خيار لدي، بعدها دخلت علي اوسانا و أنا ممسكة حقيبتها فقالت لي:" أيانو؟ ماذا تفعلين بحقيبتي؟ "


تجمدت و تلبكت و بلعت ريقي و قلت لها :"امممم كن سأحضر علبة الطعام لكي لان الوقت تأخر و سينباي، اقصد حبيبك سيعود للقسم بعدما يرن الجرس"


جاءت إلي و أنا خائفة ظننت أن أمري كشف لكنها إبتسمت و عانقتي و قالت:" شكرا لكي اعلم انكي افضل صديقة وفية!"


بعدها أخذت الحقيبة و ركضت لسينباي و تبعتها إلى السطح، كان هناك ينتظرها فرأيتها تجلس بجنبه و تقول :" تذوق هذا لقد حضرته خصيصا لك"


قال سينباي ضاحكا:" حسنا.. شكرا!"


تناول لقمة بعدها بسقها و شرب الماء ثم قال:" ماهذا يا إلهي! "


نظرت إليه أوسانا بتفاجؤ، بعدها وضع يده في معدته و قال:" يا إلهي ما هذا، علي الذهاب"


ذهب ركضا إلى مكتب الدكتورة و ترك اوسانا تبكي، نظرت للطعان و قالت:" ليس بهذا السوء"


اخذت لقمة ثم تفاجأت من الطعم و وضعت يدها على معدتها و الأخرى على فمها، فتبعت سينباي هي الأخرى .


و انا انظر من بعيد و انا اضحك بهيستيريا، قلت ان خطتي في طريق النجاح و علي الذهاب إلى خطوتي الثالثة.


بعدما و صل سينباي و أوسانا إلى الممرضة و هما في حالة يرثى لها عالجت اولا اوسانا و طلبت من سينباي الجلوس على السرير.


ثم اعطت لأوسانا بعض الأدوية و طلبت منها العودة للمنزل إذا لم تكن تشعر بتحسن، لم تستطع أوسانا النظر إلى وجه سينباي فذهبت إلى الصف بسرعة، و بقيت تلك الممرضة مع سينباي هناك .


و انا انظر من بعيد اخذت تلك الساقطة تفحص جسم سينباي تحت قميصه، و هي تلامس بيدها اللعينة جسمه الجميل و هي تستغل كونها طبيبة و تدعي أنها فحوصات ، مع ان هذا شيء متوقع من اي بنت اتجاه سينباي الا انني يجب ان احميه و ابعده من اي شخص اعجب به.


كنت انظر في غضب، عندما ذهبت الممرضة لإحضار الحقنة و في طريقها إلى سينباي تظاهرت بأنها تعثرت فقام سينباي إليها ليطمأن عليها، فضحكت في وجهه و حاولت قبلت شفتاه، عندها قال سينباي بتوتر:" ابتعدي عني! عذرا... لقد تحسنت شكرا!".


ثم ذهب و الممرضة تصرخ و هي تمد يدها في إتجاهه:" لااااا عد.... عد.... عد..."


و بعدها عقدت العزم على الانتقام من تلك العاهرة لكي تتعلم الدرس، سألت إينفو تشان عنها فعرفت ان دوامها ينتهي على العاشرة ليلا و كان هذا كافيا لأقوم بإخراج خطة جهنمية اخرى.


بدأت أضحك بهيستيريا و أقول :"سوف تتذوق طعم الجحيم ستعرف من هي أيانو و ما هو جزاء العبث معها!"

.

.



.



*

أريد أن أحكي لكم هذه الحادثة التي وقعت معي في طفولتي كجزء فرعي من قصتي لكن هذه الحادثة كان لها تأثير كبير في حياتي كفتاة يانديري حسنا لنبدأ.


لم أجد أي اسم يناسب هذه الحادثة الا انني اردت ان اسميها درس الطفولة لان هذه الحادثة او هذا الدرس ساعدني كثير في حياتي و سيساعدني بالمستقبل.


بدأ كل هذا عندما كنت فتاة صغيرة بعمر التاسعة لم أكن كالأطفال بعمري لأن عقلي كان يستوعب كل الأشياء و لو أدقها.


في ليلة شتوية باردة و قطرات مطر تتساقط، كنت مع أمي في مطبخ المنزل أعد العشاء معها فكلفتني بإعداد السلطة و في وسط انهماكي بتقطيع الطماطم لم ألاحظ اني جرحت ابهامي.


لكن لا مشكلة لم يكن جرحا عميقا لقد تساقطت قطرات دم معدودة على المائدة، و لاحظتها امي فذهبت و غسلت يدي بالصابون و الماء و احظرت منديلا و بخاخ رائحة و نطفت الدماء.


فرأيت أمي تنظر لي و تريد قول شيء لي فتكتمت الامر و بدأت انا بتجهيز المائدة بعدها سمعت أمي تقول:" أوتش مؤلم! ."


فذهبت إليها لأرى ما حدث، فنظرت إليها فلاحظت دم ينزف من اصبعها و قالت لي :"اه يا عزيزتي أنظري إلى أمك الخرقاء أصابت نفسها عندما كانت تقطع البطاطا، هل يمكنك تنظيف لوحة التقطيع بينما أضمد جرحي؟"


أومئت رأسي لها و ذهبت لتنظيفها و بينما تضمد أمي جرحها ذهبت إليها و احضرت لوحة التقطيع و أريتها إياها و قالت :"واو عزيزتي احسنت لكنك ستتفاجئين حين اخبرك ان الدم لازال موجودا"

استغربت و قلت:" كيف هذا و اللوحة تلمع كأنها جديدة؟"


فقالت امي:" تعالي اريكي شيئا"


ذهبت و احضرت نوعا من البخاخ من الدرج و قالت:" لي تعالي حلوتي، هل ترين هذا أنه يدعى بالمنيول و سأريك ماذا يفعل "


رشت بعضه على لوحة التقطيع و مسحته بعدها احضرت مصباحا من الدرج و قالت:" عزيزتي هذا يدعى بالضوء الاسود أو ضوء الشمس و سأطفأ الأنوار و عندما اقربه من اللوحة سترين ماذا يحدث"


قربت الضوء من اللوحة فرأيت بقعا غريبة، نظرت إلى أمي و قالت: "أرأيتِ، بقع الدم لازالت واضحة لكن اخفائها ليس صعبا."


أحضرت زجاجة و قالت:" هل ترين هذا انه يسمى بيكروسيد الهيدروجين و سأرش بعض منه على اللوحة و اطفأ الانارة و اقرب منه ضوء الشمس، هل ترين ماذا يحدث لقد اختفت بقع الدم اليس هذا رائعا عزيزتي!"


نظرت إليها ثم أكملت:" و الان عرفت الطريقة الصحيحة لإخفاء الدم كليا و أتمني ان يفيدكي هذا الدرس يوما و الان تعالي لنحضر مائدة الطعام قبل مجيء والدك."

.

.

.


انتهى



*

صادف أنه في نفس الأسبوع الذي ستعترف اوسانا بحبها لسينباي انه سيون عيد الهالوين يوم الثلاثاء.




كان عيد الهالوين من أفضل الأعياد لي، بينما كان الأطفال الآخرون يتنكرون بأزياء تقليدية كالزومبي و المومياء، كنت أنا أقوم بأذية نفسي و جرح يداي بالسكين ليتناثر الدم على ملابسي و أدعي أنه مجرد زي تنكري، و كنت أشق جدا رائحة الدم و طعمه اللذيذ.


المهم في هذا الهالوين بمدرستي كان كل الأولاد و البنات يخططون لإرتداء الملابس التنكرية المخيفة من الساحرات و الاقزام و أشياء اخرى و إقامة حفلة ليلية، لكني رفضت الدعوة متحججة بمرض أمي، و لكن شيء آخر كان سيحدث تلك الليلة.


بعد خروج كل الطلاب و الطالبات من الصف و عودتهم إلى المنزل بقيت انا و أخذت دور إحدى الطالبات في تنظيف القسم، فبقيت لوقت متأخر مختبأة، و لم يتبقى إلا انا و الممرضة و ذاك الحارس للبوابة الخارجية للمدرسة.


لم يكن يشكل لي خطرا لانه كان بعيدا عن الصف و يستغرق على الأقل خمسة دقائق ليصل إلى الأقسام، كانت ليلة ماطرة لذلك إضطر للخروج باكرا.


و في هذه الاثناء كانت الممرضة انهت عملها و في طريقها إلى الخارج، فجهزت نفسي و لبست كمامة لكي لا تعرفني و قفازات لكي لا يكتشفوا أمري و احضرت معي أدوات عديدة في حقيبتي.


و الان سأهجم على فريستي و هي في الممر بجانب صفي قمت بفتح الباب الذي كان في آخر القاعة، أمسكت بها بحبل من رقبتها لكي أخنقها أو تفقد الوعي، لكنها قاومت و هربت بسرعة البصر و بدت على وجهها ملامح الذعر فأكملت طريقها بخوف نحو الباب الذي وجدته مغلقا فقررت الذهاب للباب الخلفي.


و انا اسرع بين الابواب وراءها بدأت تجري ثم تعثرت و سقطت منها حقيبتها و مقتنياتها بدأت تجمعها بسرعة إلى ان اتيت وراءها و امسكت رقبها، حاولت المقاومة لكني حقنتها بحقنة مخدر لتغيب عن الوعي.


و بعدها نهضت الممرضة لتجد نفسها جالسة فوق كرسي في عيادتها، مكبلة من يديها و ارجلها و فمها، حاولت الصراخ لكن لن تستطيع فصوتها لا يسمع.


نظرت أمامها لتعرف ماذا حدث، فرأت بقع دم في ملابسها، أذرعها و أرجلها، نظرت لقدماها لترى جميع أظافرها منزوعة و موضوعة في الأرض، توسعت عيناها من الصدمة و بدأت في الصراخ ثانية.


حتى خرجت إليها و تظاهرت بالذعر، كانت مطمئنة لأن المساعدة و صلت، أبعدت القماشة من فمها و قلت لها بخوف :"يا إلهي ماذا حدث!"


"لقد أمسكني شخص، لقد كان ذا كمامة و حاول خنقي بالحبل، أفلت منه و حاولت الهرب لكني تعثرت ثم أغمى علي و لا اتذكر مالذي حدث، أرجوك نادي على الحارس! و فكي قيدي"


نظرت إليها بنظرة جنون و إبتسامة ماكرة تشق وجهي، نظرت إلي بذعر و قالت :"ماذا تفعلين! يمكنه العودة في أي وقت! أسرعي و أطلبي النجدة و فكي قيدي ماذا تنتظرين! "


أخرجت الكمامة من جيبي لألبسها و الصدمة بادية على وجهها لأنها إكتشفت أنها أنا، أحضرت مقصا من فوق الطاولة بجانبي، توجهت إليها بعدما نزعت الكمامة و وضعت المقص في وجهها.


صرخت بذعر:" ماذا تفعلين! أرجوك اتركيني لم أفعل شيئا خاطئا لماذا"


جرحت خدها بالمقص ثم لعت الدم الخارج، قلتها لها :"في حياتك القادمة لا تحاولي العبث مع عشيق أي بنت. "


"حياتي القادمة... ماذا تعنين! "


أدخلت المقص داخل عينها و هي تصرخ من الألم الفظيع، كررت العملية و أنا مستمتعة فإكتفيت منها و ذبحت شرايينها لتغط في نوم عميق.


شبكت أصابع يدلي و قلت لها :"لترقدي بسلام و لعل هذا سيكفر عن خطاياك"

ثم علقتها و في حبل لتبدوا و كأنها حادثة إنتحار، بعدها نظفت نفسي و بدلت ملابسي و اخفيت كل شيء و استخدمت ذاك الاكسيد الذي تحدثت عنه لإخفاء الدماء عني و عدت بعدها للمنزل و أنا أتعطش لدم ضحيتي التالية .


صباح التالي جاءت سيارة إسعاف للمدرسة و تم إغلاقها من طرف الشرطة لتباشر في التحقيق، كان يوم عطلة فقررت أنا و إينفو تشان أن نخرج لتناول المثلجات.


إشترينا المثلجات ثم بدأنا نتحدث في طريق العودة.


"إذا أيانو أنا مدينك لك بواحدة، لقد قتلت الطبيبة فعلا و ستزدهر جريدتي إثر هذه الحادثة، لكن ألا تظنين أمك بالغت في الأمر"


"ماذا تعنين؟ "


"أقصد أن عشرات الفتيات يفعلن هذا مع سينباي، و هذه كانت واحدة منهن"


"إذن سأقتلهن جميعا، فهذه ليست أول ضحية لي، و سأقتلك أيضا إينفو تشان إذا تفوهت بكلمة، سألاحقك حتى لو كنت في آخر بقاع العالم"


" أنت تمزحين.. صحيح؟ "


" لا أعلم، ماذا تظنين إينفو تشان؟ أوه لقد وصلنا، وداعا إينفو تشان أراكي غدا! "


" نعم... غدا... يا إلهي هذه البنت مجنونة يجب أن أحذر منها، لكنها ممتعة في نفس الوقت. "



*

أردت أن أطلعكم قبل أن أكمل القصة ببعض قوانين مدرستنا المدعوة باسم ثانوية اوراق القيقب، تحديدا في طوكيو باليابان و هذه القوانين و المبادئ المذكورة سنكمل على أساسها القصة و لكي لا يكون هناك اي تشويش او غرابة في أحداث القصة و الان لنبدأ.


اولا قوانين و مباديء الطرد:


لكي يتم طرد التلميذ او الطالب او حتى العامل يجب ان يحصل على انذارات و يمكن الحصول عليها بعدة طرق و بأبسط الأخطاء.


١_اذا تم التبليغ عن طالب او طالبة من قبل شخصين او اكثر فهو يحصل على انذار.


٢_اذا قام الطالب بأي عملية شغب كالتعدي او السرقة او شيء من هذا الكلام فإنه يحصل على انذار.


٣_اذا قام الطالب بالغياب ٥ مرات بالفصل الواحد بدون تبرير قوي او حجة مقنعة فإنه يطرد فورا بلا انذارات لباقي الفصل.


ملاحظات:


و اذا حصل على شهادة طبية او كان على سفر او قدم طلبا مسبقا من المدير يتم الموافقة عليه فستتمدد مدة الغياب حسب طلبه مثلا اذا قال انه سيغيب مدة اسبوع و تخطت مدة غيابه الوقت المحدد فإنه يطرد او يعود في الفصل الدراسي الجديد.


و اذا حصل الطالب على ثلاثة انذارات فإنه يطرد إلى مدرسة أخرى.


و لكن الطرد ثلاثة انواع و هي:


١_الطرد العادي كأن يطرد لبقية اليوم و يعود غدا مع تقديم إعتذار مكتوب.


٢_الطرد المؤقت بأن يطرد لمدة محددة مثل اسبوع و ثم يعود مع إعتذار مكتوب.


٣_الطرد الحتمي و هو الطرد من المدرسة التي يرتادها و لكن يمكنه تغيير المدرسة مع ملفه السابق.


٣_الطرد المؤبد بأن يطرد كليا و لا يرتاد اي مدرسة أخرى و هذا يحدث في ثلاثة حالات و هي:


الأولى بأن يوقف الدراسة رغبة منه و لا يرتادها مجددا.


الثانية بأن يطرد من قبل المدير بواسطة ثلاثة انذارات في الفصل.


الثالثة في حالة اصابته بأمراض خطيرة معدية لا يمكن معالجتها خوفا من ان ينتقل المرض لزملائه يتم طرده.


و ملاحظة يتم تكفير كل الانذارات و حذفها و تجديدها كل فصل دراسي جديد .


و هذه كانت القوانين التي سنعتمد عليها بقية القصة اتمنى انكم فهمتم.



*

قمت بإنهاء حسابي مع تلك الممرضة اللعينة جاء دور أوسانا الآن، بعد أيام من الحادثة عدنا للدراسة و قد إزدهرت صحيفة إينفو تشان و الكل يتحزث حول الحادثة.


توالت الحصص و الدروس و أوراق شجرة الساكورا تتساقط و تأخذها رياح الخريف الجميلة و ها قد جاء اليوم الموعود نعم انه يوم الخميس.


بدأ يومي بخروجي من المنزل، تركت أمي مع صديقتها التي جاءت الليلة السابقة لتطمئن عليها و تبقى معها خلال مرضها.


بينما أنا أخرج و أضع قدماي على سجادة المنزل الخارجية، اذ بعيناي يرمقان ظهر سنباي احمر وجهي و بقيت انظر اليه و هو ينتظر في محطة الحافلات و انا اغوص في احلامي و اوهامي، فإذ بأوسانا تلوح بيديها على وجهي و تقول هاي مرحبا هل من تغطية هنا.....


نفذ صبرها فصرخت باسمي :"أيانو...!"


كان كصوت الصقر عندما يطلق صرخته، فأيظتني من أوهامي لتقول لي:" لقد تأخرنا و قد ذهبت الحافلة، يا إلهي هل مازلت نائمة! "


قلت في نفسي :"جيد! الآن سنتأخر أنا و أوسانا ثم نطرد، و لن تكشف حبها لسينباي"


بينما كنت احتفل بنصري رفعت رأسي و لم اجد أوسانا، لففت وجهي و اذ انا اجدها بجانب سيارة بيضاء تقول لي :" تعالي يا حمقاء سأوصلك معي إلى المدرسة."


قلت في نفسي:" اوه تبا! "


ذهبت لسياراتها و انا اشتعل غضبا و أنا أخفي غضبي وراء إبتسامة عريضة، تظاهرت بالإعجاب و قلت :"مذهل أوسانا، لمن هذه السيارة؟ "


"إنها إحدى سيارات والدي، هيا إركبي سأعرفك به"


ذهبت اجلس في المقعد الخلفي بينما جلست أوسانا في بجانبي اللعنة!


جلست بجانبي و بدأت الحديث بالتعريف عني لابيها :" أبي هذه ايانو زميلتي في الصف و من أعز صديقاتي، أيانو هذا أبي سيد جيمسون كوك يمكنك مناداته بجيمس كاختصار"


" تشرفت بمعرفتك سيد كوك "


" و انا أيضا، ناديني سيد جيمس" أجابني.



و بينما نحن في الطريق حدثتني اوسانا عن ابيها الألماني الجنسية الذي ولد من أم يابانية، و عن شركته للسيارات اليابانية، و كيف تعرف على أمها اليابانية و تزوجها.


تبادر في ذهني سؤال فقلت :" بصراحة سيدي لديك نفوذ كبير و اموال كثيرة، لماذا مازلت في طوكيو و لم تعد إلى ألمانيا؟"


"و من قال ان طوكيو مدينة ليست جميلة فعلى الاقل أم زوجتي و جدة اوسانا و خالاتها يسكن هنا، من الاحسن عيش حياة بسيطة جميلة بدلا من حياة معقدة في بلد أجنبي، فلقد تعودت على اليابان"


و بقي هكذا يتكلم لساعة حتى نظرت اوسانا في عيني و همست بينما هو يتكلم :" لماذا سألته ان ابي يحب المحاضرات و اعطاء الدروس في الحياة"


" و ما ادراني انا انه والدك لا انا "


كان حديثا مملا، أردت أن أخرج سكينا و أطعن به أوسانا و أباها، مر الوقت حتى وصلنا و نزلنا من السيارة فرأيت ان أوسانا نسيت هاتفها فأخذته على خلصة و تبعتها و ذهبنا للصف، وجدنا الجميع غير جالس و لا يوجد أستاذ.


" ماذا حدث؟ "


اجابتني إحدى الطالبات:" ان الاستاذ لم يحضر لن ندرس طوال الساعتين القادمتين"


و قد قلت في نفسي:"جيد الحظ في صفي الآن!"


سألتني أوسانا إذا أردت أن ارافقها للمكتبة، فتحججت و قلت اني ذاهبة لأقابل شخصا اريد التحدث معه، تقبلت الأمر رذهبت و معي هاتفها و انا اتشوق ان ابدأ الخطوة الثالثة و الأخيرة.

.

.

.

يتبع...



*

ذهبت لألتقط صورا إباحية للفتيات، نعم إنها الخطوة الثالثة من خطتي يجب علي أن أقوم بإلصاق فضيحة كبيرة بأوسانا.


فتحت هاتف أوسانا فوجدت كلمة سر، يا إلهي مذا أفعل! قمت بإدخال إسمها، تاريخ ميلادها، إسم والدها... لكن بلا جدوى، بقيت محاولة واحدة و إلا سيغلق الهاتف، فكرت و فكرت في ما تكون كلمة السر هاته، حتى جاءت فكرة على ذهني ترددت فيها قليلا لكني إستجمعت طاقتي و كتبت كلمة السر، "تـ... شـ... ـا... ر... لـ... ن"، كلمة السر صحيحة! يا إلهي لكنها إسم سينباي!


إشتظت غضبا و كدت أكسر الهاتف، تمالكت نفسي و عدت لخطتي، دخلت الحمام و إلتقطت صورا لهاته و تلك، حتى انتهيت فذهبت لمكتب أحد المشرفات و قلت لها مرحبا:" لقد وجدت هاتف إحدى الطالبات و اريد تسليمه"


" حسنا شكرا لك، ضعيه في صندوق المفقودات و ستأتي صاحبته لتأخذه"


"حسنا و لكن..... أنا أعرف صاحبته"


"اذا خذيه لها ستسهلين الأمر أكثر"


"لكن المشكلة ليست في هذا بل فيما يوجد بالهاتف إنظري فقط لم اتوقع هذا منها"


فأريتها الصور الاباحية و قالت" يا الهي ما هده الفضيحة! صاحبها يجب طرده، قول لي ما اسم هذه البنت؟ "


" اوسانا كوك من الصف الرابع"


" ناديها فورا من فضلك!"


" اجل سأناديها و لكن لا تخبريها بأني انا من وشيت بها لأننا صديقتان."


اومأت لي برأسها و ذهبت و أنا أضحك ضحكة جانبية، عند وصولي إلى الصف قابلت اوسانا فقالت لي :" أيانو هل رأيت هاتفي فقدته منذ الصباح، سألت كل احد عنه و بحثت في كامل الصف و لم أجده


"لماذا لا تبحثين في صندوق المفقودات عند المشرفة، و بالمناسبة لقد اخبرتني بأن أناديك ربما وجد احد هاتفك"


" حسنا سأذهب "


بعدها ضحكت في نفسي و قلت:" لا اطيق صبرا كي اراها تبكي ثم ترحل لم اعد اتحمل هذه التمثيلية"



*

منذ رحيل اوسانا و انا انتظرها ان تأتي إلى هنا و بعينها دموع تذرف و هي تقول:" لقد تم طردي".


لكن كان هناك شيء يشغل انتباهي و هو سينباي نعم كان يمكنني رؤيته من النافذة في صفنا كان يجلس عتد النافورة يتناول الطعام، كان الوقت يمر و فرغ كل الصف و انا انتظر و أنتظر .


بعدها ذهبت للغداء، ستنتهي الاستراحك، الكل ذهب إلى الكافيتيريا المقرفة تلك رأيت بعض بنات صفنا يذهبن لكني كنت مرغمة ان انخرط بينهن لكي لا ابدو غريبة فذهبت القيت عليهن التحية و ذهبت معهن.


و في هذه الاثناء في مكتب المشرفة:


تصل ايانو المكتب و تتبادل هي و المشرفة التحية بكل تشاؤم تبدأ اوسانا الحديث قائلة:" ماذا تحتاجين يا أيتها المشرفة"


"لقد وجدنا شيئا يخصك في المدرسة و هو هاتفك"


"الحمدلله انه لم يضع هل يمكنني اخذه الان لأنني لا املك حصصا أخرى اليوم."


"يالك من فتاة جريئة تتحدثين كأن شيئا لم يحدث و بعد كل ما كنت تفعلينه! "


تستغرب اوسانا و تقول:" انا.... انا لا افهمك ماذا فعلت بالتحديد؟ "


" حسنا انت لا تريدين الاعتراف حسنا هل يمكننا رؤية بعض من الصور هاتفك "


" لا مشكلة اذا كنت ستعيدينه لي. "


و بينما تتفحص اوسانا و المشرفة تلك الصور الاباحية للبنات التي قمت انا بالتقاطها عمدا، و المشرفة تشتعل غضباً و أوسانا مندهشة تماماً، كنت في الصف أنتظر بفارغ الصبر عودتها لأراها و هي تبكي و تصبح مثيرة للشفقة.


و بعدما تفحصتا الصور تعجبت اوسانا و قالت في دهشة و خوف:" انا اقسم لكي اني لم اقم بذلك لابد ان شخصا سرق هاتفي و حاول توريطي تعلمين اني لن اقبل على فعل شيء كهذا اليس كذلك!"


"و هل لديك دليل يا حضرتك"


"للأسف لا، لا أملك لكني يمكنني اثبات ذلك! امهيليني بعض الوقت أرجوك!"


" و لكن احتمال ان يكون من سرق هاتفك هو الفاعل مرجح، لكننا لا نعلم بعد و لا يمكننا نفي انك الفاعلة و لذلك سيتم طردك مؤقتا يا أوسانا."


تجيب اوسانا و الدموع تنزل من اعينها :" لكني قلت اني لم افعل ذلك الا تفهمين "..


" لم اقل انك مطرودة لانك الفاعلة سيتم طردك لكي تنتبهي لاغراضك اكثر بالمرة القادمة و الان يمكنك العودة للمنزل بما انك لا تملكين حصصا اليوم هيا اذهبي و اعذريني."


تخرج اوسانا آخذة اغراضها و تذهب للبيت و لكننها مرت علينا انا و الفتيات و لمحتها، كانت في حالة ميؤوس منها، ذهبنا اليه لنسأل عن حالها و اجابتنا و هي تحاول كبت دموعها:" لا بأس لا يوجد شيء لقد تم طردي مؤقتا بسبب سوء فهم "


و سألناها اذا كانت تريد انتظارنا حتى نعود معها لكي نواسيها و لكنها اصرت على العودة بمفردها و رحلت تمضي في طريقها الحزين، و انا اضحك في داخلي.


من الفرحة جلست انهي طعامي و ذهب الكل و بقيت انا كالعادة و نظفت المكان و شعرت اني مراقبة و لكني تجاهلت الامر و جمعت ادواتي و مضيت للخارج.


فالتقيت بشخص ما يربت على كتفي و يسألني :"اهلا يبدو اننا سنذهب في نفس الطريق هل يمكنني حمل بعض من ادواتك و مرافقتك"


بدأت انظر اليه في تمعن و كأني اعرفه لكني تجاهلت الامر و قلت له:" لا شكرا افضل الذهاب بمفردي"


و مضيت في دربي و تركته خلفي ينظر لي .


قال الولد بينما رحلت أيانو و هو ينظر إلى ظهرها :" يا إلهي من هذه الفتاة أصبحت أجمل! لم تتذكرني لكن لا بأس سأجعلها تتذكرني ثم أجعلها ملكي"


و لكن بقيت افكر من هذا الشخص محاولة تذكر أين رأيته من قبل، و هل فعلا توجد رابطة بيني و بينه؟


.

.

.

يتبع.....

*




2021/01/18 · 239 مشاهدة · 6948 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024